هل تتخلص باريس من الجرذان والنفايات قبل انطلاق الألعاب الأولمبية؟

ميدار.نت - باريس
الطاقة والبيئة
باريس
11 فبراير 2024
Cover

ميدار.نت - باريس

قبل بضعة أشهر من انطلاق الألعاب الأولمبية في العاصمة الفرنسية، أصبح انتشار الجرذان موضوعاً حساساً للغاية، ويلقي بظلال سلبية على سمعة باريس كواحدة من أهم الوجهات السياحية على مستوى العالم، وكذلك الأمر بالنسبة لانتشار القمامة.

ووثق هذا الانتشار المقلق من خلال مقاطع فيديو تظهر الجرذان في الأماكن العامة مثل الشوارع والمطاعم والفنادق، مما يسلط الضوء على التحدي الذي تواجهه السلطات المحلية في التصدي لهذه المشكلة.

ووفقاً للاستطلاع أجرته مؤسسة "أوبنيون واي" لصالح صحيفة "لو باريزيان"، رأى 66 % من المشاركين في الاستطلاع أن صورة باريس تدهورت، واعتبر 58 % أن الحياة في العاصمة الفرنسية أصبحت مملة وأقل متعة، كما أظهرت النتائج المستخلصة من الاستطلاع أن 71 % من الفرنسيين غير راضين ويرون أن باريس غير نظيفة.

وفي باريس، يصعب تقدير عدد الجرذان بدقة، ويقدر محترفو مكافحة الجرذان أن هناك نحو 4 ملايين جرذ في باريس تستولي على العاصمة وتشكل تهديداً محتملاً مما يمثل نسبة تراوح ما بين 1.5 وجرذين لكل شخص.

ولمواجهة هذا التحدي، شهدت بلدية باريس جهوداً مكثفة في السنوات الأخيرة، إذ تم تنفيذ نحو 5 آلاف عملية لمكافحة الجرذان، إضافة إلى معالجة 200 حديقة و600 مبنى للتخلص من الفئران، وتم فرض غرامات على 140 شخصاً بتهمة إطعام القوارض، واستبدال 327 صندوق قمامة في الشوارع بحاويات محكمة الإغلاق.

 

أسباب الانتشار

ومن أسباب انتشار الجرذان زيادة كميات النفايات في الأماكن العامة، وضعف إدارة النفايات في بعض المناطق، ووجود بنية تحتية قديمة توفر للفئران ممرات قريبة من المباني والمنازل.

 كما أن البيئة الحضرية الخصبة وتراكم الطعام في الشوارع يوفران مصادر سهلة لتغذية الفئران، مما يزيد من انتشارها. ويتسبب التشييد المستمر والتغيرات في البيئة في تغيير أنماط وجود الفئران وزيادة انتشارها، إضافة إلى التأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية على توزيعها في المناطق الحضرية.

وتواجه إدارة النفايات في باريس تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، ويصل إنتاج النفايات اليومي إلى نحو 3 آلاف طن، مما يضع ضغطاً هائلاً على أنظمة النظافة، رغم الجهود المبذولة لمواجهة التحديات ورغم وجود نحو 5 آلاف عامل نظافة في جمع القمامة، ومع ذلك، فإن هذا العدد لا يكفي بسبب الحوادث المرتبطة بالعمل والإجازات المرضية.

وأيضاً أسهمت التغيرات في عادات التسوق، مثل الزيادة السريعة للتجارة الإلكترونية وثقافة الاستهلاك الزائد، في زيادة كميات النفايات بصورة كبيرة.

 وتتزايد الضغوط على أنظمة إدارة النفايات نتيجة إنتاج مزيد من النفايات من قبل السكان. وتعد السياحة أيضاً عاملاً مساهماً في تفاقم مشكلة النفايات، إذ يترك الزوار القمامة في المواقع السياحية البارزة، مما يزيد من ضغط خدمات التنظيف.

&nb